خامسا : (
الحساب ) :
بعد ان يشفع رسول الله صلى الله عليه وسلم للخلائق الواقفة في المحشر يتفضل الله تعالى بفضل الحساب فيسأل كا انسان عن عمره فيما امضاه وعن عمله الذي عمله في الدنيا وعن ماله : من اي طريقة اكتسبه وفي اي طريقة انفقه وعن جسده فيما ابلاه وعن لسانه ما نطق به وهكذا * تخيلو أخواني هذه الوقفة أمام الله تعالى كل انسان لوحده !! تعرض اعمال امام الله فهل لدينا من الاعمال ما يستحق العرض على البارئ جل جلاله ؟؟لابد ان لحم وجوهنا سيسقط من الخجل من الله تعالى عن ما قمنا به في حياتنا*
قال سول اله صلى الله عليه وسلم
ما منكم من احد الا سيكلمه ربه , ليس بينه وبينه ترجمان , فينظر أيمن منه , فلا يرى الا ما قدم , وينظر أشآم منه ,فلا يرى الا ما قدم , وينظر بين يديه , فلا يرى الا النار تلقاء وجهه , فاتقوا النار ولو بشق تمرة )
وفي حديث أخر :عن ابو هريرة رضي الله عنه قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم *يومئذ تحث اخبارها *
ثم قال :أتدرون ما أخبارها ؟؟؟قالوا : الله ورسوله أعلم , قال (( فان اخبارها ان تشهد على كل عبد او أمة بما عمل على ظهرها تقول : عملت كذا وكذا في يوم كذا وكذا فهذه اخبارها )) والمراد هنا التكلم عن الارض التي نعيش فوقها
2_ ويكون الناس على ثلاثة اصناف :
1* الصنف الآول يدخلون الجنة بغير حساب ويدخل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم سبعون ألفا كما ورد في الحديث الذي أخرجه بخاري
2* الصنف الثاني : يحاسب حسابا يسيرا بلا مناقشة ولا تشديد وانما تعرض عليه أعماله عرضا ثم يتجاوز الله تعالى عن سيئاتهم وهؤلاء يؤتون كتبهم بأيمانهم ** اللهم اجعلنا منهم يارب العالمين **
3*لصنف الثالث : يحاسب حسابا عسيرا مناقشة وتدقيقا وفيهم يقول الرسول عليه الصلاة والسلام
من نٌوقش العذاب عٌذب ) وينكر هؤلاء الآفعال القبيحة التي فعلوها في الدنيا فتشهد ايديهم وأرجلهم وأجسادهم بأنهم كاذبون وأنهم فعلوا هذه الآفعال الموجودة في كتاب أعمالهم ويعرفون ان هذا الكتاب لايغادر صغيرة ولا كبيرة
قال الله تعالى ( يوم تشهد ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ) وهؤلاء الذين ياخذون كتبهم بيسارهم ومن وراء ظهورهم
3_ وأول ما يحاسب عليه المؤمن الصلاة فان صلحت صلاته صلح سائر عمله وان فسدت فسد سائر عمله وبما
ان الصلاة عماد الدين علينا ان نحرص عليها حرصا شديدا لانها التي تقرر كيفية حسابنا يوم تكثر الاهوال يوم القيامة
وأما سادسا (
الصراط ) :
1_ وبعد ان يتم محاسبة الخلائق ويستلمون صحف اعمالهم توزن هذه الاعمال وبعد انتهاء وزن الآعمال يتجهون الى الصراط المستقيم * اللهم أثقل موازيننا الصالحة يوم الدين اميين **
2_ والصراط هو جسر ممدود على متن جهنم يمر عليه أهل المحشر كلهم فالمؤمنون يجتازونه بسلام وغيرهم لايستطيع اجتيازه فينزلق ويقع في نار جهنم والعياذ بالله * اهدنا الصراط المستقيم *
3_ اول من يجتاز الصراط ويتقدم الخلائق لاجتيازه يكون سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم اول شخص يجتازه مع أمته قال صلى الله عليه وسلم : (ثم يضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون اول من يجوز من الرسل بأمته ) فالمؤمن يبعث الله تعالى له نورا يضيئ له طريقه فيجتازه ومنهم من يجتازه كالبرق ومنهم كطرفة عين ومنهم كالريح ومنهم كالطير ومنهم من يجتازه كجياد الخيل وأما الكافرون والمنافقون فان الله تعالى يسلبهم ذلك النور ولذلك فان ارجلهم تنزلق من فوق الصراط فيلقون في النار وبئس القرار
عن ابي مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الجنةأقرب الى احدكم من شِراكِ نعله , والنارمثل ذلك )
وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لو يعلم المؤمن ما عند الله من عقوبة , ماطمع بجنته احد , ولو يعلم الكافر ما عند الله من رحمة , ما قنِط من جنته أحد ) رواه مسلم
سابعا: (
النار ) :
1_ دركاتها وأبوابها : ليست النار كلها متساوية بل هي متفاوتة في شدتها وتعذيبها
وهي سبع طبقات بين كل طبقة وطبقة اخرى باب وعلى هذا فان لجهنم سبعة أبواب د
وطبقات النار هي : * جهنم _ السعير_ لظى _ سقر _ الجحيم _ الهاوية _ الحطمة *
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام , مع كل زمام سبعون الف ملك يجرونها ) رواه مسلم
قال الله تعالى في سورة هود ( فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق )
** اللهم اجرنا من النار وحرمها عن اجسادنا يارب العالمين**
2_عذاب أهل النار : ان العذاب الذي يعذب به أهل النار يفوق حد التصور فأنهم في النار يتقلبون طعامهم وشرابهم ولباسهم كله من نار يشربون فتتقطع احشائهم وكلما نضجت جلودهم بدلهم الله جلودا غيرها ليكونوا في عذاب دائم ابدا
فاذا جاعوا أطعمهم الله من شجرة ا زقوم وثمارها بشعة المنظر وبشعة الطعم وصعبة الابتلاع أما شكلها فان ثمارها تشبه رؤؤس الشياطين كما قال الله تعالى
انها شجرة تخرج من أصل الجحيم طلعها كأنه رؤؤس الشياطين )
أما طعمها فان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لو أن قطرة من الزقوم قطرت في الدنيا لآفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن يكون طعامه ؟ )
وأما شرابهم فهو الحميم يشوي وجوههم ويقطع أمعائهم كما قال الله تعالى : ( وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه ) وقال تعالى : ( وسقوا ماء حميما فقطع أمعائهم )
ويتفوت الناس في العذاب في النار على قدر أعمالهم عن سمرة بن جندب رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( منهم من تأخذه النار الى كعبيه , ومنهم من تأخذه الى ركبتيه , ومنهم من تأخذه الى حجزته ومنهم من تأخذه الى ترقوته ) رواه مسلم
الحٌجزة معناها : معقد الآزار تحت السٌرة
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام : يقول : ( ان أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لرجل يوضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه , ما يرى ان أحدا أشد منه عذابا , وانه لآهونهم عذابا ) متفق عليه
3_ من يدخل النار : يدخل الناس النارعلى قسمين :
1* قسم يدخلها ثم لايلبث الا أن يفارقها الى الجنة وهؤلاء هم المؤمنون العاصون فأنهم يدخلونها ثم لايلبثون ان تنالهم شفاعة رسول الله فيخرجون بعد ان يأخذوا جزائهم من النار ويذهبون الى الجنة حتى لايبقى في النار من قال : لااله الا الله محمد رسول الله
2* قسم يدخلها ولا يخرج منها أبدا وهم الكفار والمنافقون وأمثالهم فان هؤلاء يكونون في النار حسب أعمالهم لايخفف عنهم العذاب
مطلقا وبذلك يبقون في النار وبئس القرار والعياذ بالله
*الله حرم وجوه وأجساد المؤمنين عن النار وأعتق رقابنا من النار أميين يارب العالمين **
واما ثامنا (
الجنة ) :
هي دار النعيم الذي أعده الله تعالى لعباده المتقين يوم القيامة
1_ وصف الجنة : *للجنة ثمانية ابواب وهي على درجات حيث يٌوزع المؤمنون على هذه الدرجات حسب اعمالهم *وعدد درجات الجنة مائة درجة ولكن اعلاها الفردوس
*اما غرف الجنة فانها من شدة جمالها شفافة حيث يرى الانسان مابداخلها كما يُرى الكوكب الدري
*وأما ثمارها وأشجارها وظلالها فانها تسر الناظرين وينال كل مؤمن ما تشتهي نفسه في الجنة دون اي عناء وهي دار الخلود والبقاء حيث لايوجد اي شيئ فيه زعل او نكد بل هي نعيم دائم ما بعده نعيم
2_ أهل الجنة : بعد ان يجتاز المؤمنون الصراط بسلام يدخلون الى الجنة ويكون اول من يدخلها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فأنها لاتفتح ابوابها لآحد قبله ثم يدخل خلف رسول الله عليه الصلاة والسلام أمته أفواجا
ويحتلون منازلهم التي أحلها الله تعالى وأعدها لهم حسب اعمالهم في الدنيا وحسب حسناتهم وهم خالدون فيها ولهم فيها مايشتهون ويكون جميع أهل الجنة في عمر مماثلة نساء ورجال وهي سن الثلاثينات والله أعلم
3_ أعظم لذائذ الجنة : ان اعظم لذائذ الجنة اطلاقا النظر الى الله تعالى حين يكشف الحجاب بينه وبين أهل الجنة
قال تعالى: ( وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة ) وتكون هذه الرؤية ليست كرؤية الآشياء التي في الدنيا با رؤية تليق بذات الله في اليوم الآخر
4_ احلال الرضوان على أهل الجنة : وان مما ينشر الطمأنينة في نفوس أهل الجنة ما يتكرم الله تعالى به عليهم من احلال الرضوان
اخواني اذا استطاع احد ان يتأكد من هذا الحديث فأنانقلته من كتاب قديم واوراقه ناقصة بما فيها السند ولذلك لم اكتب السند
وقد ورد في الحديث ( ان الله تعالى يقول لآهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير بين يديك فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : وما لنا لانرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك
فيقول : ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟؟ فيقولون : يا رب وأي شيئ أفضل من ذلك
فيقول : أحلُ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده ابدا )
وهكذا نكون قد انهينا أحوال اليوم الآخر بالتفصيل ومن لديه معلومات مفيدة فليشاركنا بها وله الآجر والثواب نسأل الله الخير والرضوان للمسلمين أجمعين
**[/size][/color][/center]