سبل الاستمتاع بالعطلات؟
يحتار الآباء والأمهات في كيفية إمتاع أبنائهم الطلاب خلال إجازة منتصف العام الدراسي التي نعيشها هذه الأيام، وتمتد حتى الجمعة المقبل، في حين ابتكر البعض عددا من السبل التي قد تُدخل الأسرة في أجواء من المتعة، وتساهم في استثمار قصر الإجازة بما يعود على الأبناء والآباء بالراحة النفسية، والتهيؤ للفصل الدراسي الثاني.عن ذلك بين محمد العمري (أب لخمسة طلاب) أن إجازة منتصف العام الدراسي منذ أربع سنوات تقريبا أضحت تأتي في وقت حرج، مما اضطر المسؤولين إلى تقليص مدتها المعتادة بامتدادها، في حين وُضعت لغرض الارتياح من عناء الاختبارات والأجواء الدراسية لفترة ما، مبينا أن السفر كان الطريقة الوحيدة التي فكر بها ليدخل المتعة بالإجازة على أبنائه.
شوفوا ما احلى تنزه العائلة
مع بعضها البعض
وآثر عبد العزيز عسيري (موظف بإدارة تعليم عسير) استغلال إجازة منتصف العام بالاتجاه نحو السياحة الساحلية، والتي أضحت مناطقها خاصة في عسير عوامل جذب لأهالي السراة، لاعتدال مناخها خلال هذه الأيام، وإقامة العديد من المهرجانات السياحية فيها، إلى جانب تميزها بالقرب من أماكن سكن السائح العسيري، والذي يأتي متوائما مع إمكانية الذهاب والعودة إلى السراة خلال نهاية الإجازة. وأكد عسيري أن مسألة استمتاع أفراد الأسرة بالإجازة ليس متعلقا بعدد أيامها. بقدر ما هو مرتبط بشكل كبير بكيفية تشارك أفرادها في الترفيه، واستثمار الوقت بالتهيئة النفسية للفصل الدراسي الجديد .
وأكد سعد القحطاني (طالب ثانوي) أن الطالب بإمكانه القيام بالعديد من الأمور خلال هذه الإجازة على الرغم من قصرها، ولعل الترفيه هو العامل الأول الذي سيعمل الكثير من الطلاب على تحقيق المتعة فيه، استرخاء من عناء الاختبارات والدراسة، مؤكدا أن البعض يمكن اقتناص الفائدة من الإجازة بالقراءة، ومتابعة الأفلام الوثائقية، أو دخول المواقع المفيدة عبر الإنترنت، على الرغم من أنها عوامل مساهمة في جلب المتعة كذلك. وتقول سلمى زيد (طالبة بجامعة الملك خالد) إن "الأسر خاصة في عسير تلجأ لقضاء مثل هذه الإجازات بالتسوق. لاسيما أن الأسواق الكبيرة أضحت توفر كل سبل الترفيه للأسر، من جلسات للعائلات ومحال تجمع كل احتياجات الأسرة.
إلى جانب تخصيص صالات ترفيهية مغلقة للأطفال، ومطاعم، وهذا من شأنه أن يلبي احتياجات الأسرة الترفيهية في مثل هذه الأماكن، ونادرا ما يلجأ أهالي عسير خاصة إلى السفر بعيدا خلال هذه الإجازة بسبب قصرها، ولتوافر سبل الترفيه المحلية، والبدائل المناخية كالنزول إلى تهامة، والاستمتاع بالبحر وبالمهرجانات السياحية المقامة هناك في مثل هذا الوقت من كل عام".وأضاف عبد الله الحمادي (معلم ابتدائي) أن "من أجمل الخيارات أمام الشباب لقضاء مثل هذه الإجازة القيام برحلات برية لمحايل، أو رحلات بحرية للشقيق وجازان، ففيها يمكن للشاب أن يحصل على متعة التغيير، إلى جانب التواصل مع أصحابه الذين أخذتهم الدراسة والأعمال عنهم، وفيما يتعلق بالعائلات فالحدائق والمجمعات التجارية الكبرى، جمعت لهم كافة سبل الترفيه التي يبحثون عنها.
ما احلى العطلة اللي بتجمع العائلة سوى..
ومن جانبه أكد الأخصائي الاجتماعي بمديرية الشؤون الصحية في عسير خالد آل سليم أن إجازة نصف السنة الدراسية، أو إجازة الربيع كما يسميها البعض، تعتبر فرصة للطلاب الذين أمضوا شهورا من الدراسة في ظل الظروف المحيطة بهم مثل برودة الجو والضغط النفسي الذي صاحب الدراسة والشتاء، مبينا أن اختيار هذه الفترة كإجازة لم يكن بمحض الصدفة، ولكن هذه الفترة وإن كانت قصيرة إلا أنها تكون مهمة في تهيئة الطلاب وأهاليهم لاستقبال الفصل الثاني بنفسيات جيدة، إلى جانب توافق فترة الانتقال من فصل الشتاء إلى فصل الربيع بما يحمله من خضرة وأمطار، فهي بمثابة التهيئة النفسية للتغيير.وعن كيفية الاستمتاع بالإجازة على الرغم من قصرها بين آل سليم أن استغلال هذه الفترة متوقف على ضرورة التخطيط المسبق لأيام هذه الإجازة ابتداء من أول أيامها حتى آخرها، وجعلها فرصة مناسبة للاستماع إلى آراء أفراد الأسرة جميعهم، بما يحقق نوعا من التوافق الأسري.
وعن الخيارات المكانية المتاحة لأهالي عسير على وجه الخصوص للاستمتاع بإجازتهم شدد آل سليم على أن أهمية تغيير المكان الذي سيقضي فيه أفراد الأسرة إجازتهم عن مكان إقامتهم، أمر يعود بالإيجاب على نفسيات أبنائهم الطلاب بشكل كبير، لافتا إلى أن منطقة عسير تتمتع بأماكن جميلة ليقضي أهاليها الإجازة فيها، مثل الدرب لمحبي البحر ومحايل لمحبي البر، أو الذهاب لأداء العمرة، ومن ثم التوجه إلى جدة والمدينة المنورة كأقرب مثال. الوطن